حساسية الصدرالأسباب والعلاج والوقاية
الحساسية الصدرية من أشهر الأمراض التي يهيجها تغير المواسم، فتقلبات الطقس المفاجئة والتي تتمثل في هبوب الرياح تنقل المواد المهيجة والمثيرة للحساسية، أضف إلى هذا ما تسببه تقلبات الجو من الإصابة بفيروسات الإنفلونزا المختلفة، والتي تعتبر من المهيجات الشائعة للحساسية الصدرية.
وهناك أسباب أخرى للحساسية الصدرية، بحسب الدكتور محمد عوض تاج الدين أستاذ أمراض الحساسية والصدر ووزير الصحة الأسبق، وهو «تراب المنازل»، إذ قال في حديثه مع «المصري اليوم» إن «تراب المنزل أحد أهم أسباب الحساسية بصفة عامة، وحساسية الصدر بصفة خاصة، لاحتوائه على حشرة الفراش (العثة) التي تدخل الجهاز التنفسي»، وأشار إلى حساسية الجهاز التنفسي العلوي والسفلي.
وأشارت الدكتورة نادية مصطفى أستاذ طب الأطفال والحساسية الصدرية بقصر العيني، إلى أن الحساسية الصدرية من الأمراض الوراثية، فهناك عامل وراثي يجعل إصابة بعض الأطفال أكثر من غيرهم.
وتوضح «من الممكن لأي شخص أن يصاب بحساسية الصدر. وهو مرض غير معد يعاني منه الملايين في كل أنحاء العالم، ويزيد من احتمال الإصابة به وجود تاريخ عائلي بالمرض».
وعرّفت د. نادية الحساسية الصدرية على «أنها ضيق في مجرى التنفس أي الشعب الهوائية بالرئة، نتيجة لبعض المؤثرات الخارجية».
وتؤكد أن نسبة إصابة الأطفال بالحساسية الصدرية أكبر منها في البالغين، مشيرة إلى أن «الحساسية الصدرية تزيد بشكل مطرد في كل أنحاء العالم، وتعود الأسباب للتلوث، وانتشار الفيروسات، وتغير نمط الحياة، والزحام الشديد الذي أدى إلى كثرة اختلاط الأطفال ببعضهم».
الأعراض والتشخيص
وتختلف أعراض الحساسية الصدرية من شخص لآخر في حدتها وفقا لعوامل كثيرة، وتتراوح ما بين خفيفة إلى حادة، وتشمل هذه الأعراض: صعوبة في التنفس، حيث تنقبض العضلات التي تحيط بأنابيب القصبة الهوائية وتؤدي إلى ضيق مجاري الهواء، مما يعيق التدفق الطبيعي للهواء.
والسعال أيضًا من الأعراض الشائعة للحساسية الصدرية خاصة أثناء الليل أو عند الفجر، بالإضافة إلى زيادة إفراز المخاط من الأنف، وفي بعض الحالات الشديدة يظهر أزيز أو صفير أثناء عملية التنفس.
وحول تشخيص الحساسية الصدرية توضح د. نادية أنه ليس كل دور برد يصحبه سعال وبلغم يعني أن الشخص مصاب بحساسية صدرية، «ولكن إذا تكررت أدوار البرد من (6-7 مرات) في السنة، وفي كل مرة تصل فيها الأعراص للجهاز التنفسي السفلي (الرئتين)، ويستمر السعال والبلغم لأكثر من 15 يوم، ففي هذه الحالة يمكن تشخيص الحساسية الصدرية»، مع ظهور أزيز وصفير أثناء التنفس.
وفي هذه الحالة لابد من مراجعة طبيب أخصائي أمراض صدرية، لبدء خطة علاج.
العلاج بمقاومة الأسباب
إن أولى خطوات العلاج من الحساسية تكون بالسيطرة على أسباب الإصابة، ويؤكد د. تاج الدين أن «أفضل الحلول لمريض الحساسية تكمن في تحديد المسببات والسيطرة عليها، ثم علاج النوبات البسيطة المتباعدة باستخدام موسعات الشعب الهوائية لأنها تعطي نتائج أفضل»، وكلما زادت حدة الحالة نلجأ إلى أدوية إضافية مثل الكورتيزون واذا اشتدت الحالة يكون هناك علاجات أخرى.
وتشير د. نادية إلى نوعين من الحساسية الصدرية، الأولى حساسية متقطعة وهي التي تتكرر على فترات متباعدة وبأعراض تترواح ما بين الحادة والخفيفة، وأخرى مزمنة وهي التي تتكرر بكثرة مع ظهور أعراض حادة في كل مرة.
وبناء عليه تقسم أدوية الحساسية إلى أدوية السيطرة السريعة وهي التي تعالج أعراض نوبة الحساسية الحادة وتشمل موسعات الشعب، التي تعمل على توسيع مجاري التنفس عن طريق إرخاء العضلات التي تحيط بأنابيب القصبة الهوائية وتكون منقبضة أثناء نوبة الحساسية.
أما الأدوية طويلة الأمد، فتستخدم للسيطرة على الحساسية المزمنة أو الدائمة، وهذه المجموعة من الأدوية تشتمل الكورتيزون الذي يستنشق أو يعطى عن طريق الفم، ومجموعة من الأدوية الأخرى، وتوضح د. نادية أن «الهدف من استخدام هذه المجموعة من الأدوية هو هدف وقائي لمنع حدوث نوبات الحساسية مرة أخرى».
ومعظم أدوية الحساسية الصدرية تعطى عن طريق الاستنشاق، وتشير د.نادية إلى «أن طريقة الاستنشاق أأمن بكثر من الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم حيث تمر على أعضاء مختلفة من الجسم لتصل إلى الرئة، بينما تؤدي البخاخات تأثيرها بالتوججه مباشرة إلى الرئة».
ولكي تتم الفائدة المطلوبة يجب استخدام أدوات الاستنشاق بطريقة صحيحة. حيث لوحظ أن نصف الأشخاص الذين يستخدمون أدوات الاستنشاق لا يستخدمونها بطريقة صحيحة. وعليه ينصح بالاستعانة بطبيب مختص لتدريبك على استخدامها.
سبيلك للوقاية
العلاج لايقتصر على الأدوية فقط، ولكن بعد تشخيص الحساسية الصدرية ومعرفة مسبباتها، فإن أول خطوة في العلاج هي الابتعاد عن المسبب إن أمكن ومقاومته بكل الطرق.
لذا ينصح د. تاج الدين ود. نادية باتباع التعليمات التالية للوقاية من أمراض الحساسية الصدرية:
· إذا كان السبب الأساسي للحساسية هو التراب، فيمنع الخروج من المنزل في اليوم العاصف وتغلق نوافذ المنزل.
· أيضًامن العوامل المثيرة للحساسية ريش أو شعر الحيوانات مثل الكلاب والقطط فيجب التخلص منها، وتنظيف البيت جيدا من آثارها.
· كذلك حشرات الفراش يمكن مقاومتها بتهوية المنزل يوميا، والحرص على تعريض الفراش (البطاطين والمراتب) لأشعة الشمس، وتنفيضها جيدا خارج الغرفة. وينصح بغسيل أغطية الأسرة والوسائد بصورة مستمرة (مرتين في الأسبوع)، والحرص على أن تكون الأغطية قطن 100%
· الابتعاد عن دخان السجائر والشيشة، ودخان الشي بالفحم، ورائحة الطلاء والوقود، والملوثات مثل عوادم السيارات ومداخن المصانع.
· عدم التعرض لتقلبات الطقس قدر المستطاع، وعلاج أدوار البرد بشكل سريع، والحرص على نظافة الأيدي باستمرار.
· وتلعب السحب السوداء والمبيدات والمعطرات في المنازل وكيماويات تلميع الأثاث دورا كبيرا في حساسية الصدر، لذا ينصح بتجنبها.
· الرضاعة الطبيعية تقلل احتمالات الإصابة بالحساسية الصدرية.
· بعض الأدوية تشعل نار الحساسية في الصدر على رأسها مضادات الروماتيزم، وبعض أنواع المسكنات.